(ي) (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٣٠) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها (٣١) وَالْجِبالَ أَرْساها (٣٢) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) (٣٣) (النازعات : ٣٠ ـ ٣٣).
وفى موضع آخر ، يحث القرآن الكريم الناس على التفكر فى عدد من الظواهر فى خلق الله (سبحانه وتعالى) ، ككيفية تكون الجبال ، وقد أدى هذا التأمل إلى بلورة نظرية التوازن التضاغطى (Isostacy) للقشرة الأرضية ، أى تعرضها لضغوط متساوية من جميع الجهات التى تفسر كيف تنصب الجبال على سطح الأرض. وفي ذلك يقول الله (سبحانه) فى القرآن الكريم :
(أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) (٢٠) (الغاشية : ١٧ ـ ٢٠).
٤ ـ ويصف القرآن الكريم فى آية أخرى من سورة فاطر الجبال بأنها تتكون من جدد بيضاء وحمراء مختلفة الألوان ومن جدد أخرى سوداء ، فيقول :
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ) (٢٧).
ولعل فى ذلك إشارة إلى كلّ من الجبال الحامضية وفوق الحامضية فى تركيبها الكيميائى والمعدنى ، والتى تتكون أساسا من الصخور الجرانيتية وشبه الجرانيتية ويطغى عليها اللونان الأبيض والأحمر بدرجات متفاوتة ، ولذلك قال ربنا «عز من قائل» : (مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها) والجبال القاعدية وفوق القاعدية التى تتكون أساسا من صخور خضراء اللون داكنة الخضرة إلى سوداء اللون من مثل جبال أواسط المحيطات ، (وفي اللغة العربية يوصف الأخضر بالسواد ، والأسود بالخضرة) ولكل نوع من هذين النوعين من الجدد نشأته الخاصة وتركيبه الكيميائى والمعدني الخاص بصخوره.
٥ ـ ويؤكد القرآن الكريم فى الموضع الأخير من هذه المجموعة على حقيقة أن