الخلاصة
وصفت الجبال دائما بأنها أشكال أرضية بارزة فوق سطح الأرض ، تتسم بنتوءاتها التى ترتفع على المناطق المحيطة بها ، وبقممها العالية ، وسفوحها الشديدة الانحدار ، وبوجودها فى مجموعات على هيئة أطواف ، أو منظومات ، أو سلاسل ، أو أحزمة ، أو مجموعات من تلك الأحزمة الجبلية التى تكون عادة متوازية أو قريبة من التوازى مع بعضها البعض ، ولكنها قد تكون موجودة أيضا على هيئة مرتفعات فردية كما هو الحال فى بعض الجبال البركانية.
وعلى الرغم من ذلك فإن القرآن الكريم الذى أنزل قبل أربعة عشر قرنا يصف الجبال بأنها رواسى للأرض ، وذلك كى لا تميد أو تهتز بنا ، ويصفها كذلك بأنها أوتاد تثبت سطح الأرض باتجاه الأسفل ، وكما أن الوتد أغلبه مدفون في الأرض وأقله ظاهر فوق السطح ، ووظيفته التثبيت ، فقد وصف القرآن الكريم بكلمة واحدة كلّا من النتوءات الخارجية البارزة من الجبال وامتداداتها الداخلية (فى الغلاف الصخرى للأرض) ودورها الحقيقى لحفظ توازن الأرض فى دورانها حول محورها وكوسيلة لتثبيت غلافها الخارجى فيما دونه من نطق الأرض.
وهذه الحقائق لم يبتدئ الإنسان فى إدراك طرف منها إلا فى منتصف القرن التاسع عشر الميلادى (أى بعد حوالى ثلاثة عشر قرنا من نزول القرآن الكريم) عند ما أدرك چورچ إيرى (١٨٦٥ م) أن زيادة كتلة الجبال فوق سطح البحر يتم تعويضها بنقص فى الكتلة على شكل جذور سفلية توفر الدعم العائم للجبال ، وذلك فى