الصخور المكونة لغلافها الصخرى ذات كثافات متباينة ، فإن خيط الثقل المعلق بشكل حر لا يمكن أن يشير إلى الأسفل مباشرة ، خاصة فى وجود كتلة أرضية مرتفعة عن سطح الأرض ، فإن خط الثقل المتدلى ينجذب إليها ، ولكن لوحظ أن الكمية الفعلية لشدة ذلك الجذب الجانبى على خيط الثقل هى أقل بكثير من قيمتها المحسوبة. ففي سلسلة جبال الإنديز ، لاحظ پيير بوجير (pierre bouguer) فى عام ١٧٤٩ م أن البندول المعلق بحربة ينجذب إلى كتلة تلك الجبال ، ولكن بمقادير تقل كثيرا عن المقادير المحسوبة لمثل كتلتها الكبيرة. وبعد قرن من الزمن لاحظ ف. بتى (f.petit) (عام ١٨٤٩) أن ثقل البندول ينحرف بعيدا عن جبال البيرانيس (البرانس) بدلا من الانجذاب إليها ، نظرا لوجود تفاوت بين القيم المحسوبة والمقاسة لقوة الجذب الجانبية للجبال.
وفى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ، لاحظ عدد من المساحين البريطانيين العاملين فى الهند ، برئاسة چورچ إفرست ، أن جبال الهيمالايا لا تمارس قوة الجذب الجانبى المتوقعة بما لها من كتلة هائلة. حيث وجد أن قوة الجذب الفعلية لها تعادل فقط ثلث القيمة المقدرة ، على افتراض أن للجبال نفس متوسط كثافة الأرض المحيطة بها ، وأنها بمثابة وزن ساكن على القشرة الأرضية ، فحين نعرف حجم مجموعة الجبال ومتوسط كثافة صخورها ، يمكن تقدير كتلتها بسهولة ، وباستخدام قانون الجاذبية يسهل حساب الكمية المتوقعة من جذب المجموعة الجبلية لثقل البندول ، وقد عرف النقص الكبير فى قوة جذب جبال الهيمالايا لثقل البندول حر الحركة المتدلى من الخيط الرأسى (الشاقول) باسم اللغز الهندى.
قدم پرات (j.h.pratt) (عام ١٨٥٥) بحثا إلى الجمعية الملكية اللندنية بين فيه المشكلة دون أن يحاول تفسيرها. وبعد شهرين فقط من العام نفسه قدم إيرى (.b.g airy) (عام ١٨٥٥) إلى نفس الجمعية حل هذا اللغز ، فقد اعتبر أن كتلة أنصاف الأقطار الممتدة من مركز الأرض إلى أى نقطة على سطحها متساوية فى كل موقع مهما تباينت تضاريس ذلك الموقع ، وأن التفاوت فى الارتفاع ناجم عن التفاوت فى