تصطدمان اصطداما عنيفا ؛ ليتكون فى اللوح الراكب (over ـ riding plate) عند خط اصطدامهما أعلى السلاسل الجبلية المكونة من الصخور شديدة الطى والتكسر من مختلف الأنواع الرسوبية والنارية والمتحولة. ومن أمثلة ذلك اصطدام الهند بالقارة الآسيوية باستهلاك المحيط الذى كان يفصل بينهما ، وتكون سلسلة جبال الهيمالايا وبها أعلى قمة معروفة على سطح الأرض ، وهى قمة إفرست (شكل رقم ٢٤ ، ٢٥).
وعند ارتطام القارتين تتوقف حركة لوحى الغلاف الصخرى اللذين يحملانهما وذلك لأن القشرة القارية تتكون فى غالبيتها من صخور خفيفة نسبيّا لا تسمح لها بالنزول إلى نطاق وشاح الأرض.
كذلك يمكن أن يتكسر اللوح الصخرى المكون لقاع المحيط بهبوطه إلى نطاق الضعف الأرضى ؛ لينصهر فيه بالتدريج محدثا بإزاحته للصهارة قدرا من المتداخلات والطفوح البركانية ، وهنا تتوقف حركة لوحى الغلاف الصخرى بالكامل عند خط التحام القارة بالقارة ، ولكن هذه العملية يمكن أن تبدأ ثانية فى مكان آخر على أىّ من اللوحين المرتطمين.
ويتسم خط درز التحام قارة بأخرى بوجود سلاسل من الجبال المرتفعة المكونة من صخور شديدة الطي والتصدع خاصة بصدوع المجاورة (thrust ـ faults) وتكون هذه الصخور متطابقة مع أو مجاورة لحزام الصخور النارية الصهارية (magmatic belt) ، وتؤدى عمليات الدفع الكبيرة للصخور بواسطة صدوع التجاوز العملاقة ، إلى تكون العديد من تجمعات الصخور المغتربة (nappes) التى ينتج عنها قدر من زيادة سمك القشرة القارية إلى حد كبير.
ومن الأمثلة الجيدة على ارتطام قارة بأخرى ارتطام الهند بالقارة الآسيوية ، ذلك الارتطام الذى نشأت عنه سلسلة جبال الهيمالايا التى بدأت فى التكون منذ حوالى ٤٥ مليون سنة مضت ، وقد تكونت هذه السلسلة العظيمة التى تضم حاليا أعلى القمم الجبلية على سطح الأرض عند ما اصطدم أحد ألواح الغلاف الصخرى للأرض الذى