وفى الحالة الأولى وهي حالة حدوث الصدام بين لوحين من ألواح الغلاف الصخرى المكونين لقاع المحيط (شكل ١٨) يمكن أن تستمر العملية إلى أن يتم إلصاق سلسلة من الجبال بأقرب قارة عائمة حول اللوح المحيطى العلوى ، وفى حالة عدم وجود قارة قريبة فإن دورة تكون الجبال تتوقف عند مرحلة مجموعة الجزر البركانية.
وفى الحالة الثانية يهبط قاع المحيط تحت القارة مكونا نطاقا للهبوط بين اللوحين يعرف باسم نطاق الاندساس أو الانضواء (subduction zone) ، فيبدأ اللوح الهابط فى الانصهار الجزئى مما يؤدى إلى نشاط بركانى ينشأ عنه تشكيل قوس الجزر البركانية على بعد عدة مئات من الكيلومترات فى البحر (نظرا لأن الفاصل الحقيقى بين اللوحين القارى والبحرى يقع فى اتجاه البحر بعد نهاية حدود الرصيف القاري) ، مع وجود حوض خلفه يفصل بينه وبين الكتلة القارية ، وتتسبب زيادة تقارب اللوحين فى انغلاق الحوض الخلفى وتشوه وتحول رسوبياته ، وتشوه وتحول كلّ من القوس البركانى نفسه ، والخليط المعقد من الرسوبيات المتراكمة فى الأخدود المحيطي ، وباستمرار نمو هذا الكم الهائل من الصخور والرسوبيات المعقدة يمكن أن تتكون سلسلة جبلية كجبال الأنديز ، ويتم ذلك بدفع كلّ من الرسوبيات التى تجمعت فى الحوض الخلفى لأقواس الجزر البركانية بعد تحولها وطيها وتكسرها ، وحزام الصهارات الصخرية (magmatic belt) ، ومعقدات أخلاط الرسوبيات (the melange complcx) إلى حافة القارة التى تتعرض كذلك للعديد من عمليات التغضن والطى والتكسر.
ومن شأن عمليات الرفع وعوامل التحات التالية أن تكشف عن قلب تلك السلسلة الجبلية المكون من الصخور المتبلورة من نارية ومتحولة ناتجة عن تحول رسوبيات الحوض الخلفى لأقواس الجزر البركانية فى الجانب القارى ونطاق الأخلاط من الصخور (rock melange) فى اتجاه المحيط.