وينجم عن ذلك تغضن شديد لحواف القارتين ، وتوقف كل أنواع النشاط لهذين اللوحين من ألواح الغلاف الصخرى للأرض على طول خط الالتقاء بينهما ، حيث يلتحمان مع تقلص واضح فى مساحتيهما بسبب تكون عدد كبير من صدوع المجاوزة العملاقة والطيات الشديدة التى تأتى بأعداد كبيرة من الصخور المغتربة وتضعها فى أوساط صخرية مغايرة كل المغايرة لها وتراكبها فوق بعضها البعض (intrastructural nappes) كما تؤدى إلى زيادة كبيرة فى سمك القشرة الأرضية على شكل جذور عميقة تمتد إلى الأسفل بمسافة تبلغ أضعاف ارتفاع السلسلة الجبلية وبالنتيجة فإن هذه السلاسل الضخمة وجذورها العميقة تعمل على تثبيت الغلاف الصخرى للأرض ، حيث إن حركة ألواح الغلاف الصخرى للأرض تتوقف تماما تقريبا عند هذا المكان.
إن فكرة وجود نطاق الضعف الأرضى اللدن ، وشبه المنصهر ، والكثيف ، يجعل من الممكن فهم السبب فى ارتفاع القارات فوق أحواض المحيطات ، وفي زيادة سمك القشرة الأرضية تحت القارات عنها تحت المحيطات ، وهذا يعنى أنه بمقدار ما للجبال من جذور عميقة فإن كل المناطق المرتفعة كالهضاب والقارات لا بدّ وأن تكون ذات جذور تمتد إلى أعماق بعيدة ، وبعبارة أخرى فإن نطاق الغلاف الصخرى للأرض برمته يطفو فوق هذا النطاق اللدن أو شبه اللدن المعروف باسم نطاق الضعف الأرضى ، وبنيات الجبال المرتفعة تبقى قائمة بفضل جذورها الغائصة فى ذلك النطاق (شكل ١).
وتتحرك ألواح الغلاف الصخرى للأرض كرد فعل للطريقة التى تصل فيها الحرارة إلى قاعدة ذلك الغلاف (شكل ٢٨) ، وربما كرد فعل أيضا لسرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس ، خاصة وأن هذه السرعة كانت أعلى من معدلاتها الحالية بأضعاف عديدة فى الأزمنة الأرضية الماضية ، وأنها فى تناقص مستمر منذ أن خلق الله (تعالى) السماوات والأرض ، ويعتقد بأن هذا التباطؤ فى سرعة دوران الأرض حول محورها سوف يستمر حتى تطلع الشمس من مغربها