الداخلى القارى الذى هو عبارة عن سمك التوازن إلى حد ما ، وتصبح منظومة الجبل القديمة فى هذه المرحلة جزءا من الكتل الصخرية القديمة الثابتة المعروفة باسم الرواسخ أو المجن (cratons) ، وتضاف إلى مساحة القارة التي تأخذ فى التحرك من جديد ، وتبدأ سلسلة أو سلاسل جبلية جديدة فى التكون عند حدها أو حدودها المتقابلة مع ألواح أخرى متحركة من ألواح الغلاف الصخري للأرض.
هذه المعلومات المكتسبة عن الجبال ، بدأ الإنسان فى جمع أطرافها ببطء شديد منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ، ولم يتبلور مفهوم صحيح لها إلا فى منتصف الستينيات من القرن العشرين عند ما كان مفهوم تحرك ألواح الغلاف الصخرى للأرض فى مرحلة التبلور النهائى له.
وفى المقابل نجد أن القرآن العظيم الذى أوحاه الله (تعالى) إلى خاتم أنبيائه ورسله (صلىاللهعليهوسلم) كآخر وأكمل وأتم صورة من صور الهداية الربانية ، والذي حفظه بصفائه الرباني ، وبلغة وحيه حرفا حرفا وكلمة كلمة على مدى أكثر من أربعة عشر قرنا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها نجد هذا الكتاب يحوى من حقائق الكون ، ومنها حديثه عن الجبال ما لم يكن متوفرا لأحد في زمان نزوله ، ولا لقرون متطاولة من بعد ذلك النزول.
والقرآن ـ كغيره من كتب السماء التي سبقت نزوله ـ جاء إجابة لتساؤلات الإنسان فى القضايا التى لا يمكن له أن يضع لنفسه بنفسه فيها ضوابط صحيحة من مثل قضايا العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات ، وهى قواعد الإسلام العظيم ، وقواعد كل رسالة سماوية سابقة.
هذا الكتاب أشار إلى الجبال فى ٤٩ آية صريحة ، وصف فى آية منها الجبال بأنها أوتاد ، وفى عشر آيات وصفها بأنها (رواسي) ترسى الأرض كما ترسى غلافها الصخرى ، وهكذا أثبتت العلوم الحديثة.
وفي آية واحدة يلفت القرآن الكريم نظر الكافرين (إِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) ،