عد إليه فقل له يدلك على معبودك ولا يسألك عن اسمك ، فرجع إليه فقال له : يا جعفر دلني على معبودي ولا تسألني عن اسمي ، فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : اجلس ، وإذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : ناولني يا غلام البيضة فناوله إياها فقال أبو عبد الله عليهالسلام : يا ديصاني هذا حصن مكنون (١) له جلد غليظ وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق ، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة وفضة ذائبة ، فلا الذهبة المايعة تختلط بالفضة الذائبة ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المايعة ، هي على حالها لم يخرج منها مصلح فيخبر عن إصلاحها ولا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها ، لا يدري للذكر خلقت أم للأنثى ، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس ، أترى لها مدبرا؟ (٢) قال : فأطرق مليا؟ ثم قال : أشهد أن لا إله ألا الله وحده لا شريك له ، وأن محمد عبده ورسوله ، وأنك إمام وحجة من الله على خلقه ، وأنا تائب مما كنت فيه.
٢ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهالله قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، قال : مر أبو الحسن الرضا عليهالسلام بقبر من قبور أهل بيته فوضع يده عليه ، ثم قال : إلهي بدت قدرتك ولم تبد هيئة فجهلوك (٣) وقدروك والتقدير على غير ما به
__________________
١ ـ في نسخة ( ب ) ( هذا حص مكنون ) والحص بالحاء المهملة المضمومة والصاد المشددة بمعنى اللؤلؤة ، وهو أنسب بالاستعارات المذكورة.
٢ ـ حاصل الكلام أنه لا يكون تحت تدبير أحد منا ولا لنا علم بحاله وما له ويمتنع أن لا يكون له مدبر حكيم عالم ببدئه وخاتمه فله مدبر غيرنا وهو الله تعالى.
٣ ـ ( هيئة ) منصوب على التميز وفاعل ( لم تبد ) ضمير يرجع إلى القدرة ، وفي البحار عن الأمالي باب نفي الجسم والصورة وفي نسخة ( ن ) ( ولم تبد هيئته ) مضافا إلى ضمير يرجع إلى القدرة ولا بأس بعدم تطابق الضمير والمرجع ، والهيئة بمعنى الكيفية ، ومعنى الكلام إلهي بدت قدرتك في الأشياء وما بدت كيفيتها ، ويحتمل أن يكون لم تبد مخاطبا والهيئة حينئذ بمعنى الصورة ، والمعنى أنك لم تظهر بالصورة لأنها عليك ممتنعة فجهلوك ، وهذا أنسب بالتفريع ولكنه لا يلائم نسخة الأمالي لكون الضمير المجرور غائبا ، وفي نسخة ( ب ) و ( د ) و حاشية نسخة ( ط ) ( ولم تبد واهية ) أي قدرتك وهذا أقرب.