نفسي ، وليس مرجعي في ذلك إلا إلى أنه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى.
١١ ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رحمهالله ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن فضيل ابن سكرة ، قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : جعلت فداك إن رأيت أن تعلمني هل كان الله جل ذكره يعلم قبل أن يخلق الخلق أنه وحده؟ (١) فقد اختلف مواليك ، فقال بعضهم : قد كان يعلم تبارك وتعالى أنه وحده قبل أن يخلق شيئا من خلقه ، وقال بعضهم ، إنما معنى يعلم يفعل ، فهو اليوم يعلم أنه لا غيره قبل فعل الأشياء ، وقالوا : إن أثبتنا أنه لم يزل عالما بأنه لا غيره فقد أثبتنا معه غيره في أزليته ، فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني ما لا أعدوه إلى غيره ، فكتب عليهالسلام (٢) : ما زال الله تعالى عالما تبارك وتعالى ذكره.
١٢ ـ أبي رحمهالله قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي ـ جعفر عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : كان الله ولا شيء غيره ، ولم يزل عالما بما كون. فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد ما كونه.
١٣ ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضياللهعنه ، قال : حدثنا سعد ابن عبد الله ، عن أيوب بن نوح أنه كتب إلى أبي الحسن عليهالسلام يسأله عن الله عزوجل أكان يعلم الأشياء قبل أن خلق الأشياء وكونها ، أو لم يعلم ذلك حتى خلقها وأراد خلقها وتكوينها ، فعلم ما خلق عندما خلق وما كون عندما كون؟ فوقع عليهالسلام بخطه : لم يزل الله عالما بالأشياء قبل أن يخلق الأشياء كعلمه بالأشياء
__________________
١ ـ توضيح كلام السائل أنه تعالى هل كان عالما في الأزل بغيره فيعلم أن غيره معدوم فيعلم أنه وحده لا شيء غيره لأن العلم بأنه وحده لا شيء غيره يستلزم العلم بأن غيره معدوم ، والعلم بأن غيره معدوم يستلزم العلم بالغير ، أم علم الغير حين خلقه فعلم بعدمه قبل خلقه فعلم أنه وحده لا شيء كان معه في الأزل الذي لم يكن فيه خلق.
٢ ـ كذا.