بالتوحيد إلا الجنة.
١٨ ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن لا إله إلا الله كلمة عظيمة كريمة على الله عزوجل ، من قالها مخلصا استوجب الجنة ، ومن قالها كاذبا عصمت ماله ودمه ، وكان مصيره إلى النار.
١٩ ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من قال : لا إله إلا الله في ساعة من ليل أو نهار طلست (١) ما في صحيفته من السيئات.
٢٠ ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الله عزوجل عمودا من ياقوتة حمراء (٢) رأسه تحت العرش ، وأسفله على ظهر الحوت في الأرض السابعة السفلى. فإذا قال العبد : لا إله إلا الله اهتز العرش (٣) وتحرك العمود وتحرك الحوت ، فيقول الله تبارك وتعالى : اسكن يا عرشي ، فيقول : كيف أسكن وأنت لم تغفر لقائلها (٤) فيقول الله تبارك وتعالى : اشهدوا سكان سماواتي أني قد غفرت لقائلها.
__________________
١ ـ أي محيت.
٢ ـ ذكر العمود في الأحاديث كثير ، وهذا الكلام تمثيل لوضع عمود الأمر النازل من عرش الله تعالى على كاهل صاحب الأمر عليهالسلام الذي عبر عنه بالحوت كما عبر عن النبي صلىاللهعليهوآله بالنون ، وإطلاق العمود على الأمر القائم عليه أمر آخر من الأمور المجردة غير قليل في لسان الشرع وغيره كما ورد في الحديث ( الصلاة عمود الدين ) والمراد من العمود هنا كما يستفاد من أخبارنا هو علم الإمام الذي عليه يقوم أمر الخلائق من التكوين والتشريع ، وكونه من ياقوتة حمراء تعبير عن تلك الحقيقة بأنفس جوهر من الجواهر الجسمانية كما هو الشأن في السنة أصحاب الوحي إذا حاولوا بيان حقائق العوالم التي فوق عالمنا هذا ، فإنهم يعبرون عن تلك الحقائق بنفائس جواهر هذا العالم إذ ليست عندنا ألفاظ ومفاهيم تحكى عن تلك الحقائق ، والأرض السابعة هي هذه الأرض التي هي قرار الإنسان وغيره مما يحتاج إليه لحياته الدنيوية وهي سابعة الأراضي السبع التي ست منها في السماوات على ما فصل في حديث مذكور عن الإمام الرضا عليهالسلام.
٣ ـ الاهتزاز البهجة والسرور ، وهذا تمثيل لتأثير حقيقة التوحيد في جميع الكائنات.
٤ ـ هذا تمثيل لاستدعاء العرش لأن يشمل رحمة الحق تعالى وغفرانه الداخل في حيطة التوحيد ، والعرش يطلق على معان : منها جميع الخلق باعتبار ملك الحق عليه ونفاذ سلطانه فيه ، والأنسب في هذا الحديث هذا المعنى ، والذي ذكرت في تفسير الحديث يستفاد من أحاديثنا والمتتبع غير جاهل به.