هذا؟ قلت : أبو ذر جعلني الله فداك ، قال : يا أبا ذر تعال ، فمشيت معه ساعة ، فقال : إن المكثرين هم الأقلون (١) يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح منه بيمينه وشماله (٢) وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا ، قال : فمشيت معه ساعة ، فقال : اجلس ههنا ، وأجلسني في قاع حوله حجارة ، فقال لي : إجلس حتى أرجع إليك ، قال : وانطلق في الحرة حتى لم أره وتوارى عني ، فأطال اللبث ، ثم إني سمعته صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو مقبل وهو يقول : وإن زنى أن سرق ، قال : فلما جاء لم أصبر حتى قلت : يا نبي الله جعلني الله فداك من تكلمه في جانب الحرة؟ فإني ما سمعت أحدا يرد عليك من الجواب شيئا ، قال : ذاك جبرئيل عرض لي في جانب الحرة ، فقال : بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله عزوجل شيئا دخل الجنة ، قال : قلت : يا جبرئيل وإن زنى وإن سرق؟ قال : نعم وإن شرب الخمر (٣).
قال مصنف هذا الكتاب : يعني بذلك أنه يوفق للتوبة حتى يدخل الجنة.
٢٥ ـ حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الأنماطي ، قال أخبرنا أبو عمرو أحمد بن الحسن بن غزوان ، قال : حدثنا إبراهيم بن أحمد ، قال : حدثنا داود بن عمرو ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بينا رجل مستلق على ظهره ينظر إلى
__________________
١ ـ الأقلون جمع الأقل وهو صفة مشبهة على نحو أحمر وأحمق بمعنى المقل الذي لا شيء عنده. وفي صحيح البخاري ( هم المقلون ).
٢ ـ النفح بالحاء المهملة : الضرب والرمي كما في النهاية الأثيرية وفي الصحيح ( فنفح فيه يمينه وشماله ) أي ضرب يديه فيه بالعطاء. وعلى ما في المتن ( من ) للتبعيض والضمير المجرور بها يرجع إلى المال المدلول عليه في الكلام لا إلى ( خيرا ) لأن المراد منه التوفيق وحب الإنفاق الناشئ من الإيمان بالله واليوم الآخر ، والباء للظرفية ، ومعنى الكلام : إلا من أعطاه الله التوفيق وحب الإنفاق فأخرج بعضا من ماله فيمن حوله من الفقراء والجيران ، وفي نسخة ( ط ) و ( ن ) و ( ج ) و ( هـ ) ( فنفخ ) بالخاء المعجمة.
٣ ـ هذا الحديث بعينه سندا ومتنا مذكور في الباب الثالث والستين. وليس بمذكور ههنا في نسخة ( ب ) و ( د ).