١٢ ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهما الله قالا : حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد ، عن درست ، عن فضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : شاء الله أن أكون مستطيعا لما لم يشأ أن أكون فاعله (١) قال : وسمعته يقول : شاء وأراد ولم يحب ولم يرض ، شاء أن لا يكون في ملكه شيء إلا بعلمه ، وأراد مثل ذلك ، ولم يحب أن يقال له : ( ثالث ثلاثة ) ولم يرض لعباده الكفر.
١٣ ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما ، قالا : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، وأحمد بن إدريس جميعا ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن علي بن حسان ، عن إسماعيل ابن أبي زياد الشعيري ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن سعدان (٢) عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : سبق العلم ، وجف القلم ، ومضى القدر بتحقيق الكتاب
__________________
أبلغ كلمة الإذن هنا لأن الإذن هو تخلية الشيء في طريق التحقيق والوجود بإتمام سببه إلا أن الإمام عليهالسلام فسره بالأمر لرعاية فهم المخاطب ، ولا يخفى أن المراد به التكويني لا التشريعي المقابل للنهي لأن الإيمان لا يتوقف عليه وإن أمر به تأكيدا في بعض الآيات بل على الأمر التكويني النازل من عنده تعالى المساوق للإذن التكويني كما بينا ، ثم إن الرجس المذكور في الآية هو الشك وعدم الإيمان وهو مستند إلى عدم السبب التام من ناحية الإنسان من جهة عدم تعقله في الأدلة والآيات فلا يتحقق الإيمان ، لكن نقصان السبب ليس من عند الله بل من عند النفس فلذا قال تعالى : ( ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) وعقبه بقوله : ( قل انظروا ماذا في السماوات والأرض ـ الآية ).
١ ـ مفاده أن الاستطاعة ثابتة مع عدم الفعل خلافا للأشاعرة.
٢ ـ في نسخة ( و ) و ( ب ) و ( د ) ( عن خالد بن معدان ) ، وأظن أنه الصواب قال ابن حجر في التقريب ، خالد بن معدان الكلاعي الحمصي أبو عبد الله ثقة عابد يرسل كثيرا مات سنة ثلاث ومائة وقيل بعد ذلك.