السابع : قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (١).
والاستدلال به من وجهين :
الأوّل : الاعتصام بحبل الله فعل أوامر الله تعالى كلّها والامتناع عن مناهيه ، ولا يعلم ذلك إلّا من المعصوم.
الثاني : قوله : (جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) ، حثّ على الاجتماع على الحقّ وعدم الافتراق عنه ، وإرادة الاجتماع منهم من غير معصوم في كلّ عصر يناقض الغرض ؛ لتجاذب الأهواء ، وغلبة القوى الشهوية والغضبية ، والامتناع عن طاعة من يصدر عنه الذنوب وسقوط محلّه من القلوب ، مع أنّه لا بدّ للاجتماع على الأمور من رئيس.
الثامن : قوله تعالى : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) (٢).
وذلك إنّما هو بخلق اللطف المقرّب إلى الطاعة والمبعّد عن المعصية ، وهو الإمام المعصوم في كلّ عصر ، وهو المطلوب.
التاسع : قوله تعالى : (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (٣).
هذه عامّة في كلّ الآيات وفي الأزمنة ، وبيان المجمل والمشترك إنّما هو بحصول العلم ، وإلّا لم يكن بيانا ، وذلك إنّما يحصل بقول المعصوم ، فثبت ، وهو المطلوب.
العاشر : قوله تعالى : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (٤).
__________________
الثاني من الدليل الستّين ، والدليل التاسع والسبعين ، والدليل الخامس والثمانين من المائة الأولى. وتقدّم كون الإمام مقرّبا للطاعة ومبعّدا عن المعصية في الدليل السادس والثلاثين ، والدليل التاسع والثلاثين من المائة الأولى.
(١) آل عمران : ١٠٣.
(٢) آل عمران : ١٠٣.
(٣) آل عمران : ١٠٣.
(٤) آل عمران : ١٠٥.