نحو الكعبة» (١).
[٢ / ٣٦٠٧] وأخرج ابن مردويه عن ابن عبّاس قال : كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا سلّم من صلاته إلى بيت المقدس رفع رأسه إلى السماء ، فأنزل الله : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ) الآية (٢).
[٢ / ٣٦٠٨] وروى الطبرسي قال : قال ابن عبّاس : لأنّ الكعبة كانت قبلة أبيه إبراهيم عليهالسلام وقبلة آبائه! (٣)
[٢ / ٣٦٠٩] وأخرج مالك وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داوود في ناسخه والنسائي عن ابن عمر قال : بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها ، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة (٤).
[٢ / ٣٦١٠] وقال مجاهد وغيره : نزلت هذه الآية ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في مسجد بني سلمة ، وقد صلّى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر ، فتحوّل في الصلاة واستقبل الميزاب ، وحوّل الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال ، فسمّي ذلك المسجد مسجد القبلتين (٥).
[٢ / ٣٦١١] وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة عن عمارة بن أوس الأنصاري قال : صلّينا إحدى صلاتي العشيّ ، فقام رجل على باب المسجد ونحن في الصلاة ، فنادى : إنّ الصلاة قد وجبت نحو الكعبة ، فحوّل أو انحرف إمامنا نحو الكعبة والرجال والنساء والصبيان (٦).
[٢ / ٣٦١٢] وأخرج أبو داوود في ناسخه وأبو يعلى والبيهقي في سننه عن أنس ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) الدرّ ١ : ٣٤٣ ـ ٣٤٤ ؛ مجمع البيان ١ : ٤٢١ ـ ٤٢٢ ؛ الثعلبي ٢ : ١١ ، نسبه إلى ابن زيد ومقاتل ومجاهد وابن عبّاس.
(٢) الدرّ ١ : ٣٥٤ ؛ ابن كثير ١ : ١٩٨.
(٣) مجمع البيان ١ : ٤٢٢ ؛ الثعلبي ٢ : ١١ ؛ القرطبي ٢ : ١٥٠ ؛ التبيان ٢ : ١٣ ، عن مجاهد.
(٤) الدرّ ١ : ٣٤٦ ؛ الموطّأ ١ : ١٩٥ ؛ البخاري ١ : ١٠٥ و ٥ : ١٥٢ ؛ مسلم ٢ : ٦٦ ؛ النسائي ١ : ٣٠٥ / ٩٤٨ و ٦ : ٢٩١ / ١١٠٠٢ ؛ مسند أحمد ٢ : ١١٣ ؛ البغوي ١ : ١٧٩ / ١٠٠.
(٥) البغوي ١ : ١٧٨ ـ ١٧٩ / ٩٩ ؛ الثعلبي ٢ : ١٢.
(٦) الدرّ ١ : ٣٤٧ ؛ الطبقات ١ : ٢٤٣ و ٤ : ٣٨٢ ؛ المصنّف ١ : ٣٦٩ / ٤ ، باب ١٠٤ ؛ ابن كثير ١ : ١٩٩ ، بلفظ : «بينما نحن في الصلاة نحو بيت المقدس ونحن ركوع إذ نادى مناد بالباب : أنّ القبلة قد حوّلت إلى الكعبة. قال فأشهد على إمامنا أنّه انحرف فتحوّل هو والرجال والصبيان وهم ركوع نحو الكعبة».