(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ) [الرحمن : ١٤]. وكان يقول : لأمر ما خلقت ، ودخل فى فيه ، وخرج من دبره ، وقال للملائكة : لا ترهبوا من هذا ، فإن ربكم صمد ، وهذا أجوف. لئن سلّطت عليه لأهلكنّه.
* روى أنس بن مالك ـ أن النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : لما خلق الله آدم ، تركه ما شاء أن يدعه ، فجعل إبليس يطيف به ، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك (١).
* وسأل عبد الله بن سلام ، رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كيف خلق الله آدم ـ عليهالسلام؟
فقال : خلق رأس آدم وجبهته من تراب الكعبة ، وصدره وظهره من بيت المقدس. وفخذيه من اليمن ، وساقيه من أرض مصر ، وقدميه من أرض الحجاز ، ويده اليمنى من أرض المشرق ، ويده اليسرى من أرض المغرب ، ثم ألقاه على باب الجنة ، فكلما مر عليه ملأ من الملائكة عجبوا من حسن صورته ، وطول قامته ، ولم يكونوا قبل ذلك رأوا شيئا يشبهه من الصور.
* نفخ الروح :
قال العلماء : لما أراد الله أن ينفخ فى آدم الروح ، أمرها أن تدخل فى (فيه) ، فقالت الروح : مدخل بعيد القعر ، مظلم المدخل ، فقال للروح ثانية ، فقالت مثل ذلك ، وكذلك ثالثة ، إلى أن قال فى الرابعة : أدخلى كرها وأخرجى كرها ، فلما أمرها تعالى بذلك ، دخلت فى فيه ، فأول ما نفخ فيه الروح دخلت من دماغه ، فاستدارت فيه مقدار مائتى عام.
__________________
(١) رواه الإمام أحمد.