ـ وقوله عز شأنه :
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ) [العنكبوت : ١٤]
ـ وقوله تعالى :
(كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ. فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) [الشعراء : ١٠٥ ـ ١٠٨]. وقال تبارك اسمه :
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) [هود : ٢٥ ، ٢٦]
لقد أرسلنا نوحا ـ وهو أول رسول ، وقومه أول قوم أشركوا بالله غيره ، أرسلناه ، فقال لهم : إنى لكم نذير بيّن الإنذار ظاهره ، على ألا تعبدوا إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شىء قدير. أمرهم أن يعبدوا الله وحده ، ثم أنذرهم عذاب يوم أليم وعظيم وكبير ، ألا وهو يوم القيامة ، وصف بالألم الشديد ، والعذاب العظيم ، والهول الكبير فى غير موضع من القرآن. ولقد وصفه نوح بكل هذه الأوصاف التى حكيت عنه ، وقد أردف الأمر بالعبادة فى كل مناسبة بقوله (أَفَلا تَتَّقُونَ) أو (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) وهكذا غيره من الرسل ، للإشارة إلى أن التقوى هى الأمر الجامع المهم.
(قالُوا : أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ. قالَ : وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ. إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ. وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ. إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) [الشعراء : ١١١ ـ ١١٥]
يقولون لا نؤمن لك ، ولا نتبعك ونتأسى فى ذلك بهؤلاء (الْأَرْذَلُونَ) الذين اتبعوك ، وصدقوك وهم أراذلنا. ولهذا قالوا : (أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ؟)