نفتحه ، ويلهمون أن يقولوا : إن شاء الله ، فيصبحون وهو كما فارقوه فيفتحونه ، وهذا فتحه» .. ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب ، فإنه كان كثيرا ما كان يجالسه ويحدثه فحدّث به أبو هريرة ، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع ، فرفعه ، والله أعلم» (١)
والدليل على ضعف هذا الحديث ، وأنه من وضع أهل الكتاب ، أن النبى صلىاللهعليهوسلم ، جعل من انكسار سد يأجوج ومأجوج من علامات الساعة ، وقيام القيامة.
* روى حذيفة بن أسيد الغفارى قال : اطلع النبى صلىاللهعليهوسلم علينا ونحن نتذاكر ، فقال : ما تذاكرون؟ قالوا : نذكر الساعة ، قال : إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات ، فذكر الدخان ، والدجّال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف ، خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم (٢).
عندئذ تخرج تلك الأمة المفسدة المدمرة لتعيث فى الأرض فسادا ، وتروع الناس أيما ترويع ، وفى ذلك يقول الحق سبحانه فى سورة الأنبياء : (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا ...) [سورة الأنبياء : ٩٦ ، ٩٧]
قال السدى : وهذا كله قبل يوم القيامة ، وبعد الدجال .. لذلك قال الله ههنا (فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا. وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً) [الكهف : ٩٨ ، ٩٩]
__________________
(١) تفسير ابن كثير ٣ / ١٠٤
(٢) رواه مسلم ٨ / ١٧٩