صالحة عنوة ، وبذلك ينتفع بها أصحابها المساكين ، الذين لم يكن لهم شىء ينتفعون به غيرها ، وقد قيل أنهم أيتام.
٢ ـ (وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً)
(وأما الغلام الذى قتلته فكان كافرا فاجرا ، وكان أبواه مؤمنين. جاء فى الحديث : «إن الغلام الذى قتله الخضر طبع كافرا ، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا» [رواه مسلم](فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً) أى فخفنا أن يحملهما حبّه على اتباعه فى الكفر والضلال ، فأردنا بقتله أن يرزقهما الله ولدا صالحا خيرا من ذلك الكافر ، وأقرب برا ورحمة بوالديه.
قال قتادة : «قد فرح به أبواه حين ولد ، وحزنا عليه حين قتل ، ولو بقى لكان فيه هلاكهما ، فليرض امرؤ بقضاء الله ، فإن قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب.
يقول صلىاللهعليهوسلم : «لا يقضى الله لمؤمن قضاء إلا كان خيرا له».
ويقول الله عزوجل : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)
وقيل : لما قتل الخضر الغلام كانت أمه حاملا بغلام مسلم.
٣ ـ (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ ، وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما ، وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ، وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ـ ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً.)
أى وأما (الجدار) الذى بنيته دون أجر ، والذى كان يوشك أن يسقط ، فقد خبّىء تحته كنز لغلامين يتيمين ، (وكان أبوهما صالحا) تقيا ، فحفظ الله لهما الكنز لصلاح الوالد.