قوله جل ذكره : (وَقالَ مُوسى يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (٨٤))
بيّن أن الإيمان ليس من حيث الأقوال .. بل لا بد فيه من صدق الأحوال قصدا.
وحقيقة التوكل توسّل تقديمه متّصل ، ثم يعلم أنه بفضله ـ سبحانه ـ تحصل نجاته ، لا بما يأتى به من التكلّف ـ هذه هى حقيقة التوكل (١).
قوله جل ذكره : (فَقالُوا عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٨٥))
تبرأنا مما منّا من الحول والمنّة ، وتحققنا بما منك من الطول والمنّة.
فلا تجعلنا عرضة لسهام أحكامك فى عقوبتك بانتقامك ، وارحمنا بلطفك وإكرامك ، ونجّنا ممّن غضبت عليهم فأذللتهم ، وبكىّ فراقك وسمتهم
قوله جل ذكره : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٨٧))
مهّد إليهم لعبادتنا محالّ وهى نفوسهم ، ولمعارفنا منازل وهى قلوبهم ، ولمحبتنا مواضع وهى أرواحهم ، ولمشاهدتنا معاهد وهى أسرارهم ؛ فنفوس العابدين بيوت الخدمة ، وقلوب العارفين أوطان الحشمة ، وأرواح المهيمين مشاهد المحبة ، وأسرار الموحدين منازل الهيبة (٢)
قوله جل ذكره : (وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ
__________________
(١) أي يفنى عن التوكل برؤية الوكيل .. كما يقول إبراهيم الخواص (ت ٢٩١)
(٢) هذه الفقرة هامة فى توضيح الملكات الباطنية وترتيبها ووظائفها فى المعراج الروحي ـ فى مذهب هذا الصوفي.