فلا شىء يجب على الله لكونه إلها ملكا ، فيجب الشيء من الله ـ لصدقه ـ ولا يجب عليه ـ لعزّته (١).
وكما لا يجوز أن يدخل نبى من الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ فى النار لا يجوز أن يخلّد واحد من المؤمنين فى النار لأنه أخبر أنه ينّجى الرسل والمؤمنين جميعا.
قوله جل ذكره : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٤))
إن كنتم فى غطاء الرّيب فأنا فى ضياء من الغيب ، إن كنتم فى ظلمة الجهل فأنا فى شموس الوصل ، إن كنتم فى سدفة الضّلالة فأنا فى خلعة الرسالة وعلى أنوار الدلالة.
ويقال قد تميزنا على مفرق الطريق : فأنتم وقعتم فى وهدة العوج ، وأنا ثابت على سواء (٢) النّهج.
قوله جل ذكره : (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٥))
أي أخلص قلبك للدّين ، وجرّد قلبك عن إثبات كلّ ما لحقه قهر التكوين ، وكن مائلا عن الزيغ والبدع ، داخلا فى جملة من أخلص فى الحقيقة.
قوله جل ذكره : (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ (١٠٦))
__________________
(١) تأمل هذا التخريج حتى ينسجم مذهبه الكلامى مع ظاهر النص القرآنى.
(٢) وردت (سوء) وهى خطأ فى النسخ.