ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (١٠))
إذا كشفنا الضرّ عنهم رحمة منّا عادوا إلى تهتكهم بدلا من أن يتقربوا إلينا ، وأساءوا يخلع عذارهم بدل أن يقوموا بشكرنا ، وكلما أتحنا لهم من إمهالنا أمنوا لمكرنا ، ولم يخافوا أن نأخذهم فجأة بقهرنا.
قوله جل ذكره : (إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١١))
الإنسان فى الآية السابقة اسم جنس.
وإلا للاستثناء منه ، وقيل بمعنى «لكن» ، يريد إذا أذقناهم نعمة بعد الشدة بطروا ، إلا المؤمنين فإنهم بخلاف ذلك ، أي لكنّ الذين آمنوا بخلاف ذلك ، فإنهم لصبرهم على على ما به أمروا ، وعما عنه زجروا ، ولمعانقتهم للطاعات ومفارقتهم الزّلات .. فلهم مغفرة وأجر ، مغفرة لعصيانهم ، وأجر على إحسانهم. والفريقان لا يستويان ، قال قائلهم.
أحبابنا شتّان واف وناقص |
|
ولا يستوى قطّ محبّ وباغض |
قوله جل ذكره : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ)
اقترحوا عليه أن يأتى بكتاب ليس فيه سبّ آلهتهم ، وبيّن الله ـ سبحانه ـ له ألا يترك تبليغ ما أنزل عليه لأجل كراهتهم ، ولا يبدّل ما يوحى إليه.
قوله جل ذكره : (وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ).
وهذا على وجه الاستبعاد ؛ أي لا يكون منك ترك ما أوحى إليك ، ولا يضيق صدرك