قوله جل ذكره : (وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (٢٩))
سنّة الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ ألا يطلبوا على رسالتهم أجرا ، وألّا يؤملوا لأنفسهم عند الخلق قدرا ، وعملهم لله لا يطلبون شيئا من غير الله. فمن سلك من العلماء سبيلهم حشر فى زمرتهم ، ومن أخذ على صلاحه من أحد عوضا ، أو اكتسب بسداده جاها لم ير من الله إلا هوانا وصغارا.
قوله جل ذكره : (وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣٠))
مجالسة الفقراء اليوم ـ وهم جلساء الحقّ غدا ـ أجدى من مجالسة قوم من الأغنياء هم من أهل الردّ.
ومن طرد من قرّبه الله وأدناه استوجب الخزي فى دنياه ، والصّغار فى عقباه.
قوله جل ذكره : (وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ)
لا أتخطّى خطّى عما أبلغت مما حملت من رسالتى ، ولا أتعدّى ما كلّفت به ، ولا أزيد عما أمرت ، ولن أخرج عن الذي أنبئوني ، بل أنتصب بشاهدى فيما أقامونى.
قوله جل ذكره : (وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً ، اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ)
إن أولياء الله سبحانه فى أثوابهم ولا يراهم إلا من قاربهم فى معناهم. الله أعلم بأحوالهم ، وفى الجملة : طير السماء على ألّافها تقع.