قوله جل ذكره : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (٣٥))
ومهما وصفتمونى فإنى أجيب الله .. وكلّ مطالب بفعله دون فعل صاحبه.
قوله جل ذكره : (وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦))
عرّفه الحقّ أنّه غنيّ عن إيمانهم ، فكشف له أحكامهم ، وأنّ من لم يؤمن منهم قد سبق الحكم بشقائهم ، فعند ذلك دعا عليهم نوح ـ عليهالسلام ـ بالإهلاك.
ويقال لم يدع عليهم ما دام للمطمع فى إيمانهم مساغ ، فلما حصل العكس نطق بالتماس هلاكهم.
قوله جل ذكره : (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (٣٧))
أي قم ـ بشرط العبودية ـ بصنع السفينة بأمرنا ، وتحقق بشهودنا ، وأنّك بمرأى منا. ومن علم اطلاعه عليه لم يلاحظ نفسه ولا غيره ، لا سيما وقد تحقق بأنّ المجرى هو سبحانه.
وقال له : راع حدّ الأدب ، فما لم يكن لك إذن منا فى الشفاعة لأحد فلا تخاطبنا فيهم.
ويقال سبق لهم الحكم بالغرق ـ وأمواج بحر التقدير تتلاطم ـ فكلّ فى بحار القدرة مغرقون إلا من أهّله الحقّ بحكمه فحمله فى سفينة العناية.
ويقال كان قوم نوح من الغرقى فى بحار القطرة ، ومن قبل كانوا غرقى فى بحار القدرة.
قوله جل ذكره : (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ (٣٨))