إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (٧١) قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (٧٢) قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٧٣))
كانت امرأته قائمة يخدمة الأضياف ، فضحكت تعّجبا من أن يكون لمثلها فى هذه السّنّ ولد.
وقيل كان سرورها بالسلامة. ويحتمل أنها ضحكت تعجّبا من امتناع الضّيفان عن الأكل. أو تعجبت من كون الملائكة فى صورة البشر لمّا علمت أنهم ملائكة. ويحتمل أنها ضحكت لاستبشارها بالولد وقد بشّرت باستحقاقه ومن ورائه يعقوب ، ثم أفصحت عما ينطوى عليه قلبها من التعجب فقالت : (أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً؟ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ)!
فأحال الملائكة خلق الولد على التقدير : (قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ؟) فزال موضع التعجب ، وقالوا : (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ) فبقى الدعاء فى شريعتنا بآخر الآية حيث يقول الداعي : كما صلّيت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
والبركة الزيادة ؛ فقد اتصل النّسل من الخليل ، وبنو إسرائيل منهم ـ وهم خلق كثير ، والعرب من أولاد إسماعيل ـ وهم الجمّ الغفير.
قوله جل ذكره : (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ (٧٤))
لما كانت مراجعته مع الله فى أمر قوم لوط بحقّ الله لا لحظّ نفسه سلم له الجدال ، وهذا يدلّ على علوّ شأنه حيث تجاوز عنه ذلك.
قوله جل ذكره : (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (٧٥))