ويقال من الاجتباء المذكور أن عصمه عن ارتكاب ما راودته امرأة العزيز عن نفسه.
ويقال من قضية الاجتباء إسباله الستر على فعل إخوته حيث قال : (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) ، ولم يذكر خلاصه من البئر. ومن قضية الاجتباء توفيقه لسرعة العفو عن إخوته حيث قال : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ)
قوله جل ذكره : (وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ)
أي لتعرف قدر كلّ أحد ، وتقف على مقدار كلّ قائل بما تسمع من حديثه .. لا من قوله بل لحدّة كياستك وفرط فراستك.
قوله جل ذكره : (وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
من إتمام النعمة توفيق الشكر على النعمة ، ومن إتمام النعمة صونها عن السّلب والتغيير ، ومن إتمام النعمة التّحرز (١) منها حتى تسهل عليك السماحة بها.
قوله جل ذكره : (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ (٧))
يعنى لكلّ ذى محنة حتى يعلم كيف يصبر ، ولكلّ ذى نعمة حتى يعلم كيف يشكر.
ويقال فى قصتهم كيفية العفو عن الزلّة ، وكيفية الخجلة لأهل الجفاء عند اللقاء.
ويقال فى قصتهم دلالات لطف الله سبحانه بأوليائه بالعصمة ، وآيات على أنّ المحبة (...) (٢) من المحنة.
ويقال فيها آيات على أنّ من صدق فى رجائه يختصّ ـ يوما ـ ببلائه.
__________________
(١) (التحرز) من النعمة التوقي منها ، وإذا افترضنا أنها قد تكون (التحرر) بالراء فمعناها ألا يكون العبد أسيرا للنعمة حتى يسهل عليه أن يجود بها ... وكلاهما صحيح مقبول فى السياق.
(٢) متشبهة