بوجودنا. إنما يتّعظ من عقله له تشريف ، دون من عقله له سبب إقصاء وتعنيف.
قوله جل ذكره : (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ (٢٠))
(١) الوفاء بالعهد باستدامة العرفان ، والوفاء بشرط الإحسان ، والتوقّى من ارتكاب العصيان بذلك أبرم العقد يوم الميثاق والضمان.
وميثاق قوم ألا يعبدوا شيئا سواه ، وميثاق قوم ألا يسألوا سواه
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (٢١))
(٢) الذين يصلون الإيمان به بالإيمان بالأنبياء والرسل.
ويقال الذين يصلون أنفاسهم بعضا ببعض ؛ فلا يتخلّلها نفس لغير الله ، ولا بغير الله ، ولا فى شهود غير الله.
ويقال يصلون سيرهم بسراهم فى إقامة العبودية ، والتبرّى من الحول والقوة.
وقوله : (وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) : الخشية لجام يوقف المؤمن عن الرّكض فى ميادين الهوى ، وزمام يجرّ إلى استدامة حكم التّقى.
وقوله : (وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) هو أن يبدو من الله ما لم يكونوا يحتسبون
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ)
الصبر يختلف باختلاف الأغراض التي لأجلها يصبر الصابر ، فالعبّاد يصبرون لخوف العقوبة ، والزهاد يصبرون طمعا فى المثوبة ، وأصحاب الإرادة هم الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم ، وشرط هذا النوع من الصبر رفض ما يمنع من الوصول ، واستدامة التوقي منه ،
__________________
(١) أخطأ النساخ إذ جعلها (والذين).
(٢) هذه الآية مستدركة فى هامش الورقة بعد أن سقطت من المتن.