عنايتنا بشأنك .. فلا عليك فيما يقولون أو يفعلون ، فما العقبى إلا لك بالنصر والظفر.
قوله جل ذكره : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ (٩٧) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (٩٨))
وقال : (يَضِيقُ صَدْرُكَ) ولم يقل يضيق قلبك ؛ لأنه كان فى محل الشهود ، ولا راحة للمؤمن دون لقاء الله ، ولا تكون مع اللقاء وحشة.
ويقال هوّن عليه ضيق الصدر بقوله : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ) ويقال إن ضاق صدرك بسماع ما يقولون فيك من ذمّك فارتفع (١) بلسانك فى رياض تسبيحنا ، والثناء علينا ، فيكون ذلك سببا لزوال ضيق صدرك ؛ وسلوة لك بما تتذكر من جلال قدرنا وتقديسنا ، واستحقاق عزّنا.
قوله جل ذكره : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩))
قف على بساط العبودية معتنقا للخدمة ، إلى أن تجلس على بساط القربة ، وتطالب بآداب الوصلة.
ويقال التزم شرائط العبودية إلى أن ترقى بل تكفى بصفات الحرية.
ويقال فى (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (٢) : إن أشرف خصالك قيامك بحقّ العبودية.
__________________
(١) وردت هكذا ونرجح أنها فى الأصل (فارتع) فهى أكثر ملائمة للمعنى. جاء فى رسالة القشيري ص ١١١ (وفى الخبر المشهور عن الرسول صلىاللهعليهوسلم : إذا رأيتم رياض الجنة فارتعوا فيها ، فقيل له : وما رياض الجنة؟ فقال : مجالس الذكر.
(٢) عن العلاقة بين العبودية واليقين ينقل القشيري عن شيخه الدقاق قوله : «العبادة لمن له علم اليقين ، والعبودية لمن له عين اليقين والعبودة لمن له حق اليقين» الرسالة ص ٩٩.