قوله جل ذكره : (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٣٦))
لم يخل زمانا من الشرع توضيحا لحجته ، ولكن فرّقهم فى سابق حكمه ؛ ففريقا هداهم ، وفريقا حجبهم (١) وأعماهم (٢).
قوله جل ذكره : (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٣٧))
ألزمهم الوقوف على حدّ العبودية فى إرادة هدايتهم ومعرفتهم حقائق الربوبية فقال : إنك وإن كنت بأمرنا لك حريصا على هدايتهم ؛ فإن من قسمت له الضلال لا يجرى عليه غير ما قسمت له.
ويقال من ألبسته صدار الضلال لا تنزعه وسيلة ولا شفاعة.
قوله جل ذكره : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٣٨))
القسم يؤكّد الخبر ، ولكنّ يمين الكاذب توجب ضعف قوله ؛ لأنه كلما زاد فى جحد الله ازداد القلب نفرة من قوله.
قوله جل ذكره : (لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ (٣٩))
__________________
(١) وردت (حجتهم) وهى خطأ فى النسخ إذ ربما كانت النقطتان فوق الباء فتحة فى الأصل وتوهم الناسخ أنها نقطتان.
(٢) وردت (وأعمالهم) والمعنى والسياق يرفضانها ويتقبلان (وأعماهم).