ويقال أرذل العمر اجتماع المظالم على الرجل وألا يرضى خصومه.
قوله جلّ ذكره : (وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ (٧١))
أرزاق المخلوقات مختلفة ؛ فمن مضيّق عليه رزقه ، ومن موسّع عليه رزقه ، ومن أرزاق هى أرزاق النفوس ، وأرزاق للقلوب وأرزاق للأرواح ، وأرزاق للأسرار ؛ فأرزاق النفوس لقوم بتوفيق الطاعات ، ولآخرين بخذلان المعاصي. وأرزاق القلوب لقوم حضور القلب باستدامة الفكر ، ولآخرين باستيلاء الغفلة ودوام القسوة. وأرزاق الأرواح لقوم صفاء المحبة ، ولآخرين اشتغال أرواحهم بالعلاقة بينهم وبين أشكالهم ، فيكون بلاؤهم فى محبتهم لأمثالهم. وأرزاق الأسرار لا تكون إلا بمشاهدة الحقّ ، فأمّا من لم يكن من هذه الجملة فليس من أصحاب الأسرار.
قوله جل ذكره : (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً))
شغل الخلق بالخلق لأنّ الجنس أولى بالجنس. ولمّا أراد الحقّ ـ سبحانه ـ بقاء الجنس هيّأ سبب التناسب والتناسل لاستيفاء مثل الأصل. ثم منّ على البعض بخلق البنين ، وابتلى قوما بالبنات ـ كلّ بتقديره على ما يشاء.
قوله جل ذكره : (وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ)
والرزق الطيب لعبد ما تستطيبه نفسه ، ولآخر ما يستطيبه سرّه.
فمنهم من يستطيب مأكولا ومشروبا ، ومنهم من يستطيب خلوة وصفوة ... إلى غير ذلك من الأرزاق.