قوله جل ذكره : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩))
تأتى ـ يوم القيامة ـ كلّ أمة مع رسولها ، فلا أمة كهذه الأمة فضلا ، ولا رسول كرسولنا صلىاللهعليهوسلم رتبة وقدرا.
(وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ) أي القرآن تبيانا لكل شىء ، فيه للمؤمنين شفاء ، وهو لهم ضياء ، وعلى الكافرين بلاء ، وهو لهم سبب محنة وشقاء.
قوله جل ذكره : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠))
العدل ما هو صواب وحسن ، وهو نقيض الجور والظلم.
أمر الله الإنسان بالعدل فيما بينه وبين نفسه ، وفيما بينه وبين ربه ، وفيما بينه وبين الخلق ؛ فالعدل الذي بينه وبين نفسه منعها عما فيه هلاكها ، قال تعالى : (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) (١) ، وكمال عدله مع نفسه كىّ عروق طمعه.
والعدل الذي بينه وبين ربّه إيثار حقّه تعالى على حظّ نفسه ، وتقديم رضا مولاه على ما سواه ، والتجرد عن جميع المزاجر ، وملازمة جميع الأوامر.
والعدل الذي بينه وبين الخلق يكون ببذل النصيحة وترك الخيانة فيما قل (٢) أو كثر ، والإنصاف بكل وجه وألا تشى إلى أحد بالقول أو بالفعل ، ولا بالهمّ أو العزم.
__________________
(١) آية ٤٠ سورة النازعات.
(٢) وردت (كل) بالكاف وهى خطأ من الناسخ.