ويقال يستغيثون ، فإذا أجابهم مقصّروا فى شكره.
ويقال إذا وقعت لهم محنة استجاروا بربهم ، فإذا أزال عنهم تلك المحن نسوا ما كانوا فيه من الشدة ، وعادوا إلى قبيح ما أسلفوه من أعمالهم التي أوجبت لهم تلك الحالة.
ويقال يعرفون فى حال توبتهم قبح ما كانوا فيه فى حال زلتهم ، فإذا نقضوا توبتهم صاروا كأنهم لم يعرفوا تلك الحالة.
قوله جل ذكره : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٨٤))
إذا كان يوم الحشر سأل الرسل عن أحوال أممهم ، فمن نطق بحجة أكرم ، ومن لم يدل بحجة لا تراعى له حرمة.
قوله جل ذكره : (وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٨٥))
أي يشدّد عليهم الأمر ولا يسهّل.
قوله جل ذكره : (وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ (٨٦))
تمنوا أن ينقموا من إخوانهم الذين عاشروهم ، وحملوهم على الزّلّة ، فيتبرأون من شركائهم ، ويلعن بعضهم بعضا ، وتضيق صدورهم من بعض.
قوله جل ذكره : (وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٨٧))
استسلموا لأمر الله وحكمه ، ويومئذ لا تضرّع منهم يرى ، ولا محنة ـ يصرخون من ويلها ـ عنهم تكشف