قوله جل ذكره : (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنا وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (٩٨))
لمّا أصرّوا على تكذيبهم جازاهم الحقّ بإدامة تعذيبهم ، ولو ساعدهم التوفيق لوجد منهم التحقيق ، لكنهم عدموا التأييد فحرموا التوحيد.
قوله جل ذكره : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُوراً (٩٩))
مهد بهذه الآية طريق إثبات القياس (١) ، فلم يغادر فى الكتاب شيئا من أحكام الدّين لم يؤيده بالدليل والبيان (٢) ، فعلم الكلّ أن الركون إلى التقليد عين الخطأ والضلال.
قوله جل ذكره : (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً (١٠٠))
إذ البخل غريزة الإنسان ، والشحّ سجيته (....) (٣) المعروف لا يعرف الخلقة (٤)
__________________
(١) من هذا نعرف أن القشيري مؤمن بأهمية النباس العقلي ضمن ما هو معروف من مصادر الشريعة وفي هذا رد على من يتهم الصوفية بالتشكر العقل ، مع أنهم حريصون كل الحرص على تصحيح الابان في مراحل البداية عن طريق اللوسائل العقلية.
(٢) ربما كانت (البرهان) يدل (البيان) ، فالبرهان أقرب إلى (الدابل) وإلى (القياس) كما أن البيان ـ في مذهب القشيري المعرفي ـ مرحلة قلبية وليست عقلية.
ومع ذلك فقد يكون القصود أن كتاب الله لم ينادر شيئا إلا أيده (بالدليل المنفي) و (البيان) الثاني.
(٣) هنا بياض في الاصل.
(٤) ما بين القوسين المبيرين ورد هكذا وفيه نموض نانج عن سقوط ما سبق.