السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (٢٦))
من لم يعد أيامه لاشتغاله بالله أحصى الله أنفاسه التي لله ، قال تعالى : (أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً).
قوله جل ذكره : (وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ)
تسلّ ـ حينما تتنوع عليك الأحوال ـ بما نطلعك عليه من الأخبار ؛ وإنّ كتب الأحباب فيها شفاء لأنها خطاب الأحباب للأحباب.
قوله جل ذكره : (لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً)
أي لا تغيير لحكمه ؛ فمن أقصاه فلا قبول له ، ومن أدناه فلا وصول له ، ومن قبله فلا ردّ له ، ومن قرّ به فلا صدّ له.
قوله جل ذكره : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)
قال : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ) ولم يقل : «قلبك» لأن قلبه كان مع الحقّ ، فأمره بصحته جهرا يجهر ، واستخلص قلبه لنفسه سرّا بسرّ.
ويقال (يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) : معناها مريدين وجهه أي فى معنى الحال ، وذلك يشير إلى دوام دعائهم ربهم بالغداة والعشىّ وكون الإرادة على الدوام.
ويقال (يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) : فآويناهم فى دنياهم بعظائمنا ، وفي عقباهم بكرائمنا.
ويقال (يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) : فكشف قناعهم ، وأظهر صفتهم ، وشهرهم بعد ما كان قد سترهم ، وأنشدوا :