(وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا).
قوله جل ذكره : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (٥١))
مخلصا خالصا لله ، ولم يكن لغيره بوجه ؛ فلم تأخذه فى الله لومة لائم ، ولم يستفزه طمع نحو إيثار حظ ، ولم يغض فى الله على شىء.
قوله جل ذكره : (وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا (٥٢))
للنجوى مزية على النداء ، فجمع له الوصفين : النداء فى بدايته ، والسماع والنجوى فى نهايته ؛ فوقفه الحقّ وناداه ، وفى جميع الحالين تولّاه.
(مِنْ جانِبِ الطُّورِ) : ترجع إلى موسى فموسى كان بجانب الطور (١).
قوله جل ذكره : (وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا (٥٣))
من خصائص موسى أنه وهب له أخاه هارون نبّيّا.
قوله جل ذكره : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (٥٤) وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (٥٥))
كان صادق الوعد إذ وعد من نفسه الصبر على ذبح أبيه (٢) ، وصبر على ذلك إلى أن ظهر الفداء. وصدق الوعد لأنه حفظ العهد. وكان يأمر أهله بالصلاة ـ بأمر الله إياه ـ وبالزكاة ، ويشتمل هذا على ما أمره إياهم بالعيادة البدنية والمالية حينما وكيفما كان.
__________________
(١) بهذا يتجنب القشيري مزلقا خطرا فلا يكون النداء الإلهى من جهة. وعلى هذا تكون (وقربناه) تقريب مكانة لا مكان.
(٢) من هذه الاشارة نعرف أن القشيري يرى أن إسماعيل ـ لا إسحاق ـ هو مدار قصة الذبح والفداء.