استكشف (١) من حاله ، وحلّ به ما حلّ قال : (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ...) (٢) وقال لنبينا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) (٣). وقال صلىاللهعليهوسلم : «إنه ليغان على قلبى فأستغفر الله فى اليوم سبعين مرة» (٤). ومنّ عليه بقوله : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) (٥)
قوله جل ذكره : (وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى (٧٧) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (٧٨) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى (٧٩))
لما عبر موسى ببني إسرائيل البحر ، وقرب منه فرعون ، ورأى البحر منفلقا والطريق فيه يبسا عيّر قومه بتلبيسه فقال : «إنه بحشمتي انفلق ، فأنا ربّكم الأعلى!» وحصل ـ كما فى القصة ـ من دخوله بعسكره البحر حتى دخل آخرهم ، وهمّ أن يخرج أوّلهم ، فأمر الله البحر حتى التطمت أمواجه فغرقوا بجملتهم ، وآمن فرعون لما ظهر له اليأس (٦) ، ولم ينفعه إقراره ، وكان ينفعه لو لم يكن إصراره ، وقد أدركته الشقاوة التي سبقت له من التقدير.
قوله جل ذكره : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى (٨٠))
__________________
(١) يقصد القشيري حين (بدت لهما سوآتهما وانكشفت) وربما كانت فى الأصل (استنكف) اى خجل مما فعل فهى قريبة فى الكتابة وملائمة السياق.
(٢) آية ١٦ سورة القصص
(٣) آية ٥٥ سورة غافر.
(٤) عن أغر مزينة رضى الله عنه قال : قال رسول الله : إنه ليغان على قلبى حتى أستغفر الله تعالى فى اليوم والليل مائة مرة. أخرجه مسلم وأبو داود.
(٥) آية ٢ سورة الفتح.
(٦) ربما كانت (البأس) بالباء فهى ملائمة للسياق.