قوله جل ذكره : (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ)
بدعائه إياهم إلى عبادة العجل ، وهو نوع من التغرير ، وحصل ما حصل ، وظهر ما ظهر من (...) (١)
قوله جل ذكره : (فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً)
ورجع نبيّنا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من المعراج بنعت البسط ، وجاء بالنجوى (٢) لأصحابه فيما أوجب الله عليهم من الصلاة ، وأكرمهم به من القربة بالزلفة .. فشتان ماهما!
ورجع موسى إلى قومه بوصف الغضب والأسف ، وخاطبهم ببيان العتاب :
(قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ؟ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي)
ظنوا بنبيّهم ظنّ السّوء فى خلفه الوعد ، فلحقهم شؤم ذلك حتى زاغوا عن العهد ، وأشركوا فى العقد .. وكذلك يكون الأمر إذا لم يف المرء بعقده ، فإنه ينخرط فى هذا السّلك
قوله جل ذكره : (قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (٨٧))
قالوا لم نكن فى ابتداء حالنا قاصدين إلى ما حصل منّا ، ولا عالمين بما آلت إليه عاقبة
__________________
(١) مشتبهة ، وهى قريبة فى الخط من (التعدية) وربما كانت صحيحة بمعنى التعدي ؛ لأنهم تركوا عبادة الله إلى عبادة العجل فظلموا أنفسهم وتجاوزوا حدودهم.
(٢) ربما كانت (بالنجاة) حيث تتضح المقابلة بين أمة عاد إليها نبيها من عند ربه (بالنجاة) وأمة عاد إليها نبيها منذرا بالعقوبة ومع ذلك فقد قبلنا (النجوى) على أساس أنها جوهر الصلاة.