وزيادة فى العقوبة. والحقّ كما يعاقب بالآلام والأهوال يعاقب بالإملاء والإمهال.
وقال : أفلا يرون أنا نأتى الأرض ...» تتوالى القسوة حتى لا يبقى أثر للصفوة ؛ فيتعاقب الخذلان حتى يتواتر العصيان ، ويتأدى ذلك إلى الحرمان الذي فيه ذهاب الايمان.
ويقال تنقص بذهاب الأكابر ويبقى الأراذل ويتعرض الأفاضل. وفى هذا أيضا إشارة إلى سقوط قوى العبد بمرور السنين وتطاول العمر ، فإن آخر الأمر كما قيل] : (١)
آخر الأمر ما ترى |
|
القبر واللّحد والثرى |
وكما قيل :
طوى العصران (٢) ما نشراه منى |
|
وأبلى جدتى نشر وطيّ |
أرانى كلّ يوم فى انتقاص |
|
ولا يبقى ـ مع النقصان ـ شىّ |
قوله جل ذكره : (قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ (٤٥))
أي بأمر الله أعلمكم بموضع المخافة ، ويوحى إلىّ فى بابكم أن أخوّفكم بأليم عقابه ، ولكنّ الذي عدم سمع التوفيق .. أنى ينفعه تكرار الأمر بالقبول عليه؟!
قوله جل ذكره : (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٤٦))
أي إنهم لا يصبرون على أقلّ شىء من العقوبة ؛ وإنّ الحقّ إذا شاء أن يؤلم أحدا فلا يحتاج إلى مدد وعون.
قوله جل ذكره : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ
__________________
(١) هنا نهاية الجزء الذي أخطأ الناسخ في نقله من أواخر «طه» وأوائل «الأنبياء» إلى مكان آخر من «الفرقان».
(٢) العصران : الغداة والعشى ، أو الليل والنهار.