قوله جل ذكره : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (٩٥))
أي لا نهلك قوما وإن تمادوا فى العصيان إلا إذا علمنا أنهم لا يؤمنون ، وأنه بالشقاوة تختم أمورهم.
قوله جل ذكره : (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦))
أي يحق القول عليهم ، ويتم الأجل المضروب لهم ، فعند ذلك تظهر أيامهم ، وإلى القدر المعلوم فى التقدير لا تحصل نجاة الناس من شرّهم.
قوله جل ذكره : (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ (٩٧))
تأخذهم القيامة بغتة وتظهر أشراط الساعة فجأة ، ويقرّ الكاذبون بأنّ الذنب عليهم ، ولكن فى وقت لا تقبل فيه معذرتهم ، وأوان لا ينفعهم فيه إيمانهم.
قوله جل ذكره : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ (٩٨))
(وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) : أي الأصنام التي عبدوها ، ولم تدخل فى الخطاب الملائكة التي عبدها قوم ، ولا عيسى وإن عبده قوم لأنه قال :
(إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ) ولم يقل إنكم ومن تعبدون (١). فيحشر الكافرون فى النار ، وتحشر أصنامهم معهم. والأصنام جمادات فلا جرم لها ، ولا احتراقها عقوبة لها ، ولكنه على جهة براءة ساحتها ، فالذنب للكفار وما الأصنام إلا جمادات.
__________________
(١) لأن (ما) اسم موصول لغير العاقل و (من) اسم موصول للعاقل.