قوله جل ذكره : (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ).
الشرع مبناه على السهولة ، والذي به تصل إلى رضوانه وتستوجب جزيل فضله وإحسانه ، وتتخلّص به من أليم عقابه وامتحانه ـ يسير (١) من الأمر لا يستغرق كنه إمكانك ؛ بمعنى أنّك إن أردت فعله لقدرت عليه ، وإن لم توصف فى الحال بأنّك مستطيع ما ليس بموجود فيك.
قوله جل ذكره : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ).
أي اتّبعوا والزموا ملّة أبيكم ابراهيم عليهالسلام فى البذل والسخاء والجود والخلة والإحسان.
قوله جل ذكره : (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ).
الله هو الذي اجتباكم ، وهو الذي بالإسلام والعرفان سمّاكم المسلمين. وقيل ابراهيم هو الذي سماكم المسلمين بقوله : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) (٢).
قوله : (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ) ، نصب الرسول بالشهادة علينا ، وأمره بالشفاعة لأمته ، وإنما يشهد علينا بمقدار ما يبقى للشفاعة موضعا ومحلا.
قوله جل ذكره : (وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ).
وتلك الشهادة إنما نؤديها لله ، ومن كانت له شهادة عند أحد ـ وهو كريم ـ فلا يجرح شاهده ، بل يسعى بما يعود إلى تزكية شهوده.
قوله جل ذكره : (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ).
__________________
(١) يسير خبر لاسم الموصول (والذي به ...)
(٢) آية ١٢٨ سورة البقرة.