قوله جل ذكره : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (٢))
ظفر بالبغية وفاز بالطّلبة من آمن بالله.
و «الفلاح» : الفوز بالمطلوب والظّفر بالمقصود.
والإيمان انتسام الحقّ فى السريرة ، ومخامرة التصديق خلاصة القلب ، واستمكان التحقيق من تأمور الفؤاد (١).
والخشوع فى الصلاة إطراق السّرّ على بساط النّجوى باستكمال نعت الهيبة ، والذوبان تحت سلطان الكشف ، والامتحاء عند غلبات التّجلّي.
ويقال أدرك ثمرات القرب وفاز بكمال الأنس من وقف على بساط النجوى بنعت الهيبة ، ومراعاة آداب الحضرة. ولا يكمل الأنس بلقاء المحبوب إلا عند فقد الرقيب. وأشدّ الرقباء وأكثرهم تنغيصا لأوان القرب النّفس ؛ فلا راحة للمصلّى مع حضور نفسه ، (فإذا خنس عن نفسه) (٢) وشاهده عدم إحساسه بآفات نفسه ، وطاب له العيش ، وتمّت له النّعمى ، وتجلّت له البشرى ، ووجد لذّة الحياة.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣))
ما يشغل عن الله فهو سهو ، وما ليس لله فهو حشو ، وما ليس بمسموع من الله أو بمعقول مع الله فهو لغو ، (وما هو غير الحق سبحانه فهو كفر ، والتعريج على شىء من هذا بعد وهجر) (٣).
ويقال ما ليس بتقريظ الله ومدحه من كلام خلقه فكل ذلك لغو.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (٤))
__________________
(١) يقال اجعل هذا الأمر فى تأمورك أي داخل قلبك (الوسيط : مادة أم ر).
(٢) ما بين القوسين موجود فى م وغير موجود فى ص.
(٣) موجود فى م وغير موجود فى ص.