الزكاة النّماء ، ومن عمله للنماء فأمارة ذلك أن يكون بنقصانه فى نفسه عن شواهده ولا يبلغ العبد إلى كمال الوصف فى العبودية إلا بذوبانه عن شاهده.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٥) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦))
لفروجهم حافظون ابتغاء نسل يقوم بحقّ الله ، ويقال ذلك إذا كان مقصوده التعفف والتصاون عن مخالفات الإثم.
قوله جل ذكره : (فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (٧))
أي من جاوز قصد إيثار الحقوق ، وجنح إلى جانب استيفاء الحظوظ .. فقد تعدّى محلّ الأكابر ، وخالف طريقتهم.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٨))
الأمانات مختلفة ، وعند كلّ أحد أمانة أخرى ، فقوم عندهم الوظائف بظواهرهم ، وآخرون عندهم اللطائف فى سرائرهم ، ولقوم معاملاتهم ، ولآخرين منازلاتهم ، ولآخرين مواصلاتهم.
وكذلك عهودهم متفاوتة فمنهم من عاهده ألا يعبد سواه ، ومنهم من عاهده ألا يشهد فى الكونين سواه.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ (٩))
لا تصادفهم الأوقات ، وهم غير مستعدين ، ولا يدعوهم المنادى وهم ليسوا بالباب ، فهم فى الصف الأول بظواهرهم ، وكذلك فى الصف الأول بسرائرهم
قوله جل ذكره : (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١١))