الإرث على حسب النّسب ، وفى استحقاق الفردوس بوصف الإرث لنسب الإيمان فى الأصل ، ثم الطاعات فى الفضل.
وكما فى استحقاق الإرث تفاوت فى مقدار السهمان : بالفرض أو بالتعصيب ـ فكذلك فى الطاعات ؛ فمنهم من هم فى الفردوس بنفوسهم ، وفى الأحوال اللطيفة بقلوبهم ، ثم هم خالدون بنفوسهم وقلوبهم جميعا لا يبرحون عن منال نفوسهم ولا (...) (١) عن حالات قلوبهم.
قوله جل ذكره : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢))
عرّفهم أصلهم لئلا يعجبوا بفعلهم.
ويقال نسبهم لئلا يخرجوا عن حدّهم ، ولا يغلطوا فى نفوسهم.
ويقال خلقهم من سلالة سلّت من كل بقعه ؛ فمنهم من طينته من جردة (٢) أو من سبخة (٣) أو من سهل ، أو من وعر .. ولذلك اختلفت أخلاقهم.
ويقال بسط عذرهم عند الكافة ؛ فإنّ المخلوق من سلالة من طين ... ما الذي ينتظر منه؟!
ويقال خلقهم من سلالة من طين ، والقدر للتربية لا للتربة.
ويقال خلقهم من سلالة ولكنّ معدن المعرفة ومرتع المحبة ، ومتعلق العناية منه لهم ؛ قال تعالى : (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ).
ويقال خلقهم ، ثم من حال إلى حال نقلّهم ، يغيّر بهم ما شاء تغييره.
قوله جل ذكره : (ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً)
__________________
(١) مشتبهة فى ص ، م وربما كانت (ولا ينفكون).
(٢) الأرض الجردة التي لا نبات فيها.
(٣) السّبخة التي فيها ملح ونزّ ولا تكاد تنبت.