ويقال إن لم تكن أنت أحسن المخلوقات وأحسن المخلوقين ـ ولم يثن عليك بذلك فلقد أثنى على نفسه بقوله : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) ، وثناؤه على نفسه وتمدحه بذلك أعزّ وأجلّ من أن يثنى عليك.
ويقال لما ذكر نعتك ، وتارات حالك فى ابتداء خلقك ، ولم يكن منك لسان شكر ينطق ، ولا بيان مدح ينطلق .. ناب عنك فى الثناء على نفسه ، فقال : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ).
قوله جل ذكره : (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥))
أنشدوا :
آخر الأمر ما ترى |
|
القبر واللحد والثرى |
وأنشدوا :
حياتنا عندنا قروض |
|
ونحن بعد الموت فى التقاضي |
لا بدّ من ردّ ما اقترضنا |
|
كلّ غريم بذاك راضى |
ويقال نعاك إلى نفسك بقوله : (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ) وكلّ ما هو آت فقريب.
ويقال كسر على أهل الغفلة سطوة غفلتهم ، وفلّ دونهم سيف صولتهم بقوله : ثم إنكم بعد ذلك لميتون ، وللجماد مضاهون ، وعن المكنة والمقدرة والاستطاعة والقوة لمبعدون ، وفى عداد ما لا خطر له من الأموات معدودون.
قوله جل ذكره : (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (١٦))
فعند ذلك يتصل الحساب والعقاب ، والسؤال والعقاب ، ويتبين المقبول من المردود ، والموصول من المهجور.
ويوم القيامة يوم خوّف به العالم حتى لو قيل للقيامة : ممن تخافين؟ لقالت من القيامة. وفى القيامة ترى الناس سكارى حيارى لا يعرفون أحوالهم ؛ ولا يتحققون بما تؤول إليه أمورهم ، إلى أن يتبيّن لكلّ واحد أمره ؛ خيره وشرّه : فيثقل بالخيرات ميزانه ، أو يخف