قوله جل ذكره : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)
أي ليكن إعلام من الله ورسوله للناس بنقض عهدهم ، وإعلان عنهم بأنهم ما انقطعوا عن مألوفهم من الإهمال (١) ومعهودهم ، وقد برح الخفاء من اليوم بأنهم ليس لهم ولاء ، ولم يكن منهم بما عقدوا وفاء ، فليعلم الكافة أنهم أعداء ، وأنشدوا :
أشاعوا لنا فى الحىّ أشنع قصة |
|
وكانوا لنا سلما فصاروا لنا حربا |
قوله جل ذكره : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ).
من رأى من الأغيار ـ شظية من الآثار ، ولم ير حصولها بتصريف الأقدار فقد أشرك ـ فى التحقيق ـ واستوجب هذه البراءة.
ومن لاحظ الخلق تصنّعا ، أو طالع نفسه إعجابا فقد جعل ما لله لغير الله ، وظنّ ما لله لغير الله ، فهو على خطر من الشّرك بالله.
قوله جل ذكره : (فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ).
إن عادوا إلى الباب لم يقطع رجاءهم ، ومدّ إلى حدّ وضوح العذر إرجاءهم. وبيّن أنهم إن أصرّوا على عتوّهم فإلى مالا يطيقون من العذاب منقلبهم ، وفى النار مثواهم.
قوله جل ذكره : (إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٤)) :
__________________
(١) وردت (الإمهال) والصواب أن تكون (الإهمال) لأن الإمهال لا يكون إلا من الحق ، ومألوفهم ومعهودهم (الإهمال).