قوله جل ذكره : (قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٦))
قد عشت فيكم زمانا ، وعرفتم أحوالى فيما تطلبون منى عليه برهانا (١) ، فما ألفيتمونى (...) (٢) بل وجدتمونى فى السداد مستقيما ، وللرشاد مستديما ، فلو لا أنّ الله تعالى أرسلنى ، ولما حمّلني من تكليفه أهّلني لما كنت بهذا الشرع آتيا ولا لهذا الكتاب تاليا.
(أَفَلا تَعْقِلُونَ) ما لكم تعترضون؟ ولا لأنفسكم تنظرون؟
قوله جل ذكره : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (١٧))
الكذب فى الشرع قبيح ، وإذا كان على الله فهو أقبح.
ومن المفترين على الله : الذين يظهرون من الأحوال ما ليسوا فيه صادقين ، وجزاؤهم أن يحرموا ذلك أبدا ، فلا يصلون إلى شىء.
قوله جل ذكره : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١٨))
ذمّهم على عبادة ما ليس منه ضرّ ولا نفع.
فدليل الخطاب يقتضى أن يكون المعبود منه الضّرّ والنفع ، ومن فرط غباوتهم أنهم
__________________
(١) أي لما ذا تطلبون الآن منى برهانا على شىء أنتم عرفتموه عنى من قبل وهو صدقى؟
(٢) مشتبهة.