أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) ، قال الحسن : علمه الله التواضع ، (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ) ، توجهوا إليه بالطاعة (١) ولا تميلوا عن سبيله ، (وَاسْتَغْفِرُوهُ) ، من ذنوبكم ، (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ).
(الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) ، قال ابن عباس : الذين [لا](٢) يقولون لا إله إلّا الله وهي زكاة الأنفس ، والمعنى : لا يطهرون أنفسهم من الشرك بالتوحيد. وقال الحسن وقتادة : لا يقرون بالزكاة ولا ترون إيتاءها «في» (٣) واجبا ، وكان يقال (٤) : الزكاة قنطرة الإسلام فمن قطعها نجا ومن تخلف عنها هلك. وقال الضحاك ومقاتل : لا ينفقون في الطاعة ولا يتصدقون. وقال مجاهد : لا يزكون أعمالهم (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ).
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٨) قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ (٩) وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ (١٠) ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (١١))
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (٨) ، قال ابن عباس : غير مقطوع. وقال مقاتل : غير منقوص ، ومنه [كأس](٥) المنون لأنه ينقص منه الإنسان وقوته (٦) ، وقيل : غير ممنون عليهم به. وقال مجاهد : غير محسوب.
وقال السدي : نزلت هذه الآية في المرضى والزمني والهرمي ، إذا عجزوا عن الطاعة يكتب لهم [الأجر](٧) كأصح ما كانوا يعلمون فيه.
[١٨٦١] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا
__________________
[١٨٦١] ـ صحيح. إسناده حسن لأجل عاصم بن أبي النجود ، لكن توبع وللحديث شواهد.
ـ عبد الرزاق بن همام ، معمر بن راشد.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٤٢٣ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «مصنف عبد الرزاق» ٢٠٣٠٨ عن معمر به.
ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٢٠٣ من طريق عبد الرزاق بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في «المجمع» ٢ / ٣٠٣ وقال : وإسناده حسن.
ـ وورد من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو مرفوعا بنحوه ولفظه «ما من أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلّا أمر الله عزوجل الملائكة الذين يحفظونه قال : اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي».
أخرجه أحمد ٢ / ١٥٩ والحاكم ١ / ٣٤٨ وصححه ، ووافقه الذهبي وقال الهيثمي : رواه أحمد والبزار والطبراني في «الكبير» ، ورجال أحمد رجال الصحيح.
ـ وللحديث شواهد منها :
ـ حديث أبي موسى «إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا».
ـ أخرجه البخاري ٢٩٩٦ وأبو داود ٣٠٩١ وأحمد ٤ / ٤١٠ والحاكم ١ / ٣٤١ ابن حبان ٢٩٢٩ والبيهقي ٣ / ٣٧٤.
(١) في المطبوع «الطاعة» والمثبت عن المخطوط (أ)
(٢) سقط من المطبوع.
(٣) في المخطوط (ب) «إتيانها» والمعنى واحد.
(٤) في المطبوع «قال» والمثبت عن ط والمخطوط.
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) كذا في المطبوع وط والمخطوط (ب) ، وفي المخطوط (أ): «لأنه ينقص من الإنسان قوته».
(٧) زيادة عن المخطوط.