أحمد بن منصور الرمادي (١) ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه أو أكفته إليّ».
قوله عزوجل : (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) ، يوم الأحد والاثنين ، (وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ).
(وَجَعَلَ فِيها) أي في الأرض ، (رَواسِيَ) جبالا ثوابت ، (مِنْ فَوْقِها) ، من فوق الأرض ، (وَبارَكَ فِيها) ، أي في الأرض بما خلق فيها من البحار والأنهار والأشجار والثمار ، (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها).
قال الحسن ومقاتل : قسم في الأرض أرزاق العباد والبهائم. وقال عكرمة والضحاك : قدّر في كل بلدة ما لم يجعله في [البلدة] الأخرى ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة من بلد إلى بلد. قال الكلبي قدر الخبز لأهل قطر [والتمر لأهل قطر](٢) والذرة لأهل قطر والسمك لأهل قطر وكذلك أقواتها. (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) ، يريد خلق ما في الأرض وقدر الأقوات في يومين يوم الثلاثاء والأربعاء فهما مع الأحد والاثنين أربعة أيام ، رد الآخر على الأول في الذكر ، كما تقول : تزوجت أمس امرأة واليوم ثنتين وإحداهما هي التي تزوجها بالأمس.
(سَواءً لِلسَّائِلِينَ) قرأ أبو جعفر (سَواءً) رفع على الابتداء ، أي هي سواء ، وقرأ يعقوب بالجر على نعت قوله : (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) ، وقرأ الآخرون (سَواءً) نصب على المصدر استوت [سواء و](٣) استواء ، ومعناه : سواء للسائلين عن ذلك. قال قتادة والسدي : من سأل عنه فهكذا الأمر سواء لا زيادة ولا نقصان جوابا لمن سأل في كم خلقت الأرض والأقوات.
(ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ) ، أي : عمد إلى خلق السماء ، (وَهِيَ دُخانٌ) ، وكان ذلك الدخان بخار الماء ، (فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) ، أي ائتيا ما آمركما أي افعلاه ، كما يقال : ائت من هذا الأحسن أي افعله.
وقال طاوس عن ابن عباس : «ائتيا [طائعين](٤) أعطيا [قالتا أتينا طائعين](٥) يعني أخرجا (٦) ما خلقت فيكما من المنافع لمصالح العباد.
قال ابن عباس : قال الله عزوجل : أما أنت يا سماء فأطلعي شمسك وقمرك ونجومك ، وأنت يا أرض فشقي أنهارك وأخرجي ثمارك ونباتك ، وقال لهما : افعلا ما آمركما طوعا وإلّا ألجأتكما إلى ذلك
__________________
ـ وحديث أنس «إذا ابتلى الله عزوجل العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله عزوجل للملك : اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل به ...».
ـ أخرجه أحمد ٣ / ٢٥٨ وأبو يعلى ٤٢٣٣ و ٤٢٣٥ ورجاله ثقات كما في «المجمع» ٢ / ٢٠٤.
(١) في المخطوط (ب) «الزيادي».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) زيادة عن المخطوط (ب)
(٥) زيادة عن المخطوط (ب) والمخطوط (أ)
(٦) في المطبوع «أخرجاه» والمثبت عن المخطوط.