الأولين والآخرين وأهل السموات والأرضين ، (لا رَيْبَ فِيهِ) ، لا شك في الجمع أنه كائن ثم بعد الجمع يتفرقون. (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).
[١٨٦٨] أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي ثنا أبو منصور الحمشاوي (١) ثنا أبو العباس الأصم ثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان التنوخي ثنا بشر بن بكر حدثني سعيد بن عثمان عن أبي الزاهرية حدير (٢) بن كريب عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
قال الثعلبي : وأخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه الدينوري ثنا أبو بكر بن مالك القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي [ثنا](٣) هاشم (٤) بن القاسم ثنا ليث حدثني أبو قبيل المعافري عن شفي الأصبحي عن عبد الله بن عمرو قال : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم قابضا على كفيه ومعه كتابان ،. فقال : «أتدرون ما هذان الكتابان؟» قلنا : لا يا رسول الله [إلا أن تخبرنا](٥) ، فقال «للذي في يده اليمنى : هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وعشائرهم وعدتهم قبل أن يستقروا نطفا في الأصلاب (٦) ، [وقبل أن يستقروا نطفا في الأرحام](٧) إذ هم في الطينة منجدلون فليس بزائد فيهم ولا ناقص منهم إجمال من الله عليهم إلى يوم القيامة ، ثم قال للذي في يساره : هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وعشائرهم وعدتهم قبل أن يستقروا نطفا في الأصلاب ، وقبل أن يستقروا نطفا في الأرحام إذ هم في الطينة منجدلون فليس بزائد فيهم ولا بناقص منهم ، إجمال من الله عليهم إلى يوم القيامة» ، قال عبد الله بن عمرو : ففيم العمل إذا يا رسول الله؟ فقال : «اعملوا وسددوا وقاربوا ، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل ، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن
__________________
[١٨٦٨] ـ صحيح. ساقه المصنف بإسنادين ، أما الأول فرجاله ثقات معروفون سوى سعيد بن عثمان شيخ بشر ، فلم أجد له ترجمة ، وبكل حال توبع ، وأما الإسناد الثاني فهو على شرط الصحيح سوى شفي ؛ وهو ثقة ؛ وللحديث شواهد.
ـ ليث هو ابن سعد ، أبو قبيل هو حييّ بن هانئ ؛ شفيّ هو ابن ماتع.
ـ وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٤ من طريق بكر بن مضر عن الليث بن سعد ، وابن لهيعة عن أبي قبيل بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٢١٤١ والنسائي في «التفسير» ٤٩٣ وأحمد ٢ / ١٦٧ وابن أبي عاصم في «السنة» ٣٤٨ وأبو نعيم في «الحلية» ٥ / ١٦٨ ـ ١٦٩ من طرق عن أبي قبيل به.
وقال الترمذي : حسن صحيح غريب.
ـ وأخرجه الطبري ٣٠٦١٨ من طريق عمرو بن الحارث عن أبي قبيل عن شفي الأصبحي عن رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم قال : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ... فذكره.
ـ وهذا إسناد صحيح ، وجهالة الصحابي لا تضر ، وللحديث شواهد كثيرة تقدم بعضها ، فهو صحيح إن شاء الله ، والله الموفق.
(١) في المطبوع «أبو منظور الشامي» وفي «ط» : «أبو منصور الخشماذي» والمثبت عن المخطوط (أ) والمخطوط (ب)
(٢) في المطبوع «أبي الراهويه ثنا جرير» والمثبت عن المخطوط (أ)
(٣) سقط من الأصل.
(٤) في المطبوع «هشام» والمثبت عن ط والمخطوط.
(٥) ما بين المعقوفتين زيد في المطبوع وليس في «ط» ولا في المخطوط.
(٦) في المخطوط (ب) «الأرحام».
(٧) ما بين المعقوفتين سقط من المخطوط (ب)