أيديكم. (وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ).
[١٨٧٨] قال الحسن : لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «والذي نفس محمد بيده ما من خدش عود ولا عثرة قدم ، ولا اختلاج عرق إلّا بذنب ، وما يعفو الله عنه أكثر».
[١٨٧٩] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني أبو عبد الله بن فنجويه ثنا أبو بكر بن مالك القطيعي ثنا بشر بن موسى الأسدي ثنا خلف بن الوليد ثنا مروان بن معاوية أخبرني الأزهر بن راشد الباهلي عن الخضر بن القواس البجلي عن أبي سخيلة قال ، قال علي بن أبي طالب : ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله عزوجل حدثنا بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) ، قال : وسأفسرها لك يا علي : «ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم ، والله عزوجل أكرم من أن يثني عليهم العقوبة في الآخرة ، وما عفا الله عنه (١) في الدنيا فالله أحلم من أن يعود بعد عفوه».
قال عكرمة : ما من نكبة أصابت عبدا فما فوقها إلّا بذنب لم يكن الله ليغفر له إلّا بها أو درجة لم يكن الله ليبلغه إلّا بها.
(وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) ، بفائتين ، (فِي الْأَرْضِ) ، هربا يعني لا تعجزونني حيث ما كنتم ولا
__________________
[١٨٧٨ ، ١٨٧٩] ـ إسناده ضعيف ، أزهر وشيخه أبو سخيلة كلاهما مجهول. وورد موقوفا ، وهو الصحيح.
ـ وأخرجه أحمد ١ / ٨٥ وأبو يعلى ٤٥٣ من طريق مروان بن معاوية الفزاري بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٤ / ٥٥ من طريق عطاء بن مسلم عن أزهر بن راشد به.
وورد من وجه آخر عن حجاج بن محمد عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن علي بن أبي طالب مرفوعا بنحوه.
ـ أخرجه الترمذي ٢٦٢٨ وابن ماجه ٤٦٠٤ وأحمد ١ / ٩٩ و ١٥٩ والحاكم ٢ / ٤٤٥ وصححه على شرطهما ، ووافقه الذهبي.
ـ والصواب أنه على شرط مسلم ، يونس بن أبي إسحاق ، ما روى له البخاري ، وفيه عنعنة أبي إسحاق ، وهو مدلس.
ـ والحديث معلول بالوقف حيث أخرجه ابن أبي حاتم كما في «تفسير ابن كثير» ٤ / ١٣٧ عن أبي جحيفة عن علي من قوله ، وهو أرجح من المرفوع.
ـ والصحيح في هذا هو أن من أصاب حدا فأقيم عليه الحد فذلك كفارة له ، وهذا أمر مجمع عليه ، وقد صح ذلك في حديث مرفوع ، وهو من حديث البراء بن عازب ... ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله ، فهو إلى الله ، إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عاقبه».
ـ وهذا حديث في غاية الصحة أخرجه البخاري ١٨ و ٣٨٩٢ و ٣٨٩٣ و ٧٠٥٥ و ٧٤٦٨ ومسلم ١٧٠٩ وأحمد ٥ / ٣١٤ والحميدي ٣٨٧ والشافعي ٢ / ١٨٧ والترمذي ١٤٣٩ وابن ماجه ٢٦٠٣ وابن حبان ٤٤٠٥ فهذا الحديث الصحيح ، يوهن حديث علي ، حيث فيه «من عفي عنه في الدنيا عفي عنه في الآخرة».
بينما في الحديث الصحيح : «... فهو إلى الله إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عذبه» والله أعلم ، فهذا هو الصحيح ، وأما سياق المصنف فضعيف ، وحسب الوقف ، والله أعلم.
تنبيه : والمراد بالآية الكريمة (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ ...) المصائب الكبيرة ، مثل إمساك المطر ، وتسليط العدو ، وتسليط سلطان ظالم ونحو ذلك فهذا الذي يكون بذنوب كثير من الناس ، فالمراد البلاء الواسع أو العام. لا الذنوب الصغار المتفرقة ، والله أعلم.
(١) في المطبوع «عنكم» والمثبت عن المخطوط و «مسند أحمد».