حفيد العباس بن حمزة ثنا الحسين بن الفضل البجلي ثنا أبو حفص عمر بن سعيد الدمشقي ثنا صدقة بن (١) عبد الله ثنا هشام الكناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم عن جبريل عن الله عزوجل قال : «يقول الله عزوجل من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، وإني لأغضب لأوليائي كما يغضب الليث الحرد ، وما تقرب إليّ عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه ، وما يزال عبدي المؤمن يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ولسانا ويدا ومؤيدا ، إن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت ، وأنا أكره مساءته ولا بدّ له منه ، وإن من عبادي المؤمنين لمن يسألني الباب من العبادة فأكفه عنه أن لا يدخله عجب فيفسده ذلك ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلّا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلّا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلّا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلّا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك ، إني أدبر أمر عبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير».
قوله عزوجل : (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ) ، المطر ، (مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا) ، يعني من بعد ما يئس الناس منه وذلك أدعى لهم إلى الشكر ، قال مقاتل : حبس الله المطر عن أهل مكة سبع سنين حتى قنطوا ، ثم أنزل الله المطر فذكرهم الله نعمته ، (وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ) ، يبسط مطره ، كما قال : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) [الفرقان : ٤٨]. (وَهُوَ الْوَلِيُ) ، لأهل طاعته ، (الْحَمِيدُ) ، عند خلقه.
(وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ (٢٩) وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ (٣٠) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٣١) وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (٣٢) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣٣))
(وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ) (٢٩) ، يعني يوم القيامة.
(وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) ، قرأ أهل المدينة والشام (فَبِما كَسَبَتْ) ، بغير فاء ، وكذلك هو في مصاحفهم ، فمن حذف الفاء جعل ما في أول الآية بمعنى الذي أصابكم بما كسبت
__________________
ـ البخاري ، وتقدم في الأحزاب ، آية : ٥٧ دون لفظ «وإني لأغضب لأوليائي كما يغضب الليث الحرد».
ـ فهذا اللفظ ضعيف جدا ، لم يرد إلّا بهذا الإسناد.
ـ وكذا لفظ «وإن من عبادي لمن يسألني .. فيفسده ذلك».
ـ ضعيف جدا أيضا ؛ لم يرد إلّا بهذا الإسناد.
ـ وأما عجزه ، فله شاهد ضعيف عن ابن عباس ، وقد تقدم ، فهو ضعيف فحسب ، والله أعلم.
أخرجه الترمذي ٣٢٥٢ وإسناده ضعيف فيه راو لم يسمّ.
ـ الخلاصة : هذه روايات ضعيفة ، وفي المتن نكارة ، فإن المؤمن يصاب بسبب ذنب ، وبغير ذنب ، وذلك ابتلاء وامتحانا من الله عزوجل.
(١) في المطبوع «عن» والتصويب عن المخطوط و «شرح السنة».